كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{وَمَنْ كانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} أي يقتصد ولا يسرف.
7- قال قتادة: وكانوا لا يورّثون النساء فنزلت: {وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} موجبا فرضه اللّه. أي أوجبه.
9- {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا} مبينة في كتاب المشكل.
{قَوْلًا سَدِيدًا} من السّداد، وهو الصواب والقصد في القول.
12- وقوله: {يُورَثُ كَلالَةً} هو الرجل يموت ولا ولد له ولا والد.
قال أبو عبيدة: هو مصدر من تكلّله النّسب. وتكلله النسب: أحاط به.
والأب والابن طرفان للرجل. فإذا مات ولم يخلفهما. فقد مات عن ذهاب طرفيه. فمسي ذهاب الطرفين: كلالة. وكأنها اسم للمصيبة في تكلل النسب مأخوذ منه. نحو هذا قولهم: وجهت الشيء: أخذت وجهه، وثغّرت الرجل: كسرت ثغره.
وأطراف الرجل: نسبه من أبيه وأمه. وأنشد أبو زيد:
فكيف بأطرافي إذا ما شتمتني ** وما بعد شتم الوالدين صلوح

أي صلاح.
15- {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ} يعني الزنا.
وقوله: {فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ} منسوخة نسختها.
16- {وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ} يعني الفاحشة.
{فَآذُوهُما} أي عزروهما. ويقال: حدوهما. {فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما} أي لا تعيروهما بالفاحشة. ونحو هذا قول رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله في الأمة: «فليجلدها الحد ولا يعيرها».
19- {لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهًا} قالوا: كان الرجل إذا مات عن امرأته، وله ولد من غيرها، ألقى ثوبه عليها فيتزوجها بغير مهر إلّا المهر الأول. ثم أضرّ بها ليرثها ما ورثت من أبيه. وكذلك كان يفعل الوارث أيضا غير الولد.
والكره هاهنا بمعنى الإكراه والقهر. فأما الكره بالضم فبمعنى المشقة.
يقول الناس: لتفعلنّ ذلك طوعا أو كرها. أي طائعا أو مكرها. ولا يقال:
طوعا أو كرها بالضم.
{وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} أي صاحبوهن مصاحبة جميلة.
20- {بُهْتانًا} أي ظلما.
21- {أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ} يعني المجامعة.
{وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقًا غَلِيظًا} أي وثيقة. قال ابن عباس: هو تزوجهن على إمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان.
22- {وَساءَ سَبِيلًا} أي قبح هذا الفعل فعلا وطريقا. كما تقول: ساء هذا مذهبا. وهو منصوب على التمييز. كما قال: {وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقًا} [سورة النساء آية: 69].
23- {وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ} أزواج البنين.
24- {وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ} أي حرم عليكم ذوات الأزواج إلّا ما ملكت أيمانكم من السبايا اللواتي لهن أزواج في بلادهن.
كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ أي فرضة اللّه عليكم.
{مُحْصِنِينَ} متزوجين.
غَيْرَ مُسافِحِينَ أي غير زناة. والسفاح: الزنا. وأصله من سفحت القربة إذا صببتها. فسمي الزنا سفاحا. كما يسمى مذاء، لأنه يسافح يصب النطفة وتصب المرأة النطفة ويأتي بالمذي وتأتي المرأة بالمذي. وكان الرجل في الجاهلية إذا أراد ان يفجر بالمرأة قال لها سافحيني أو ماذيني. ويكون أيضا من صب الماء عليه وعليها.
{وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} أي أعطوهن مهورهن.
25- {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا} أي لم يجد سعة.
{أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ} يعني الحرائر.
{فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ} يعني الإماء.
{وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَناتٍ} عفائف.
{غَيْرَ مُسافِحاتٍ} غير زوان.
{وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ} أي متخذات أصدقاء.
{فَإِذا أُحْصِنَّ} أي تزوجن. وقال بعضهم: أسلمن. والإحصان يتصرف على وجوه قد ذكرتها في كتاب «المشكل».
{فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ} أي زنين.
{فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ} يعني البكر الحرة. سماها محصنة وإن لم تتزوج، لأن الإحصان يكون لها وبها إذا كانت حرة. ولا يكون بالأمة إحصان.
{مِنَ الْعَذابِ} يعني الحد. وهو مائة جلدة. ونصفها خمسون على الأمة.
{ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ} أي خشي على نفسه الفجور.
وأصل العنت: الضرر والفساد.
29- {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ} أي لا يأكل بعضكم مال بعض بغير استحقاق.
{إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ} مثل المضاربة والمقارضة في التجارة، فيأكل بعضكم مال بعض عن تراض.
{وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} أي لا يقتل بعضكم بعضا، على ما بينت في كتاب «المشكل».
31- {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ} يعني الصغائر من الذنوب.
{وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} أي شريفا.
32- {وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ} أي لا يتمني النساء ما فضل به الرجال عليهن.
{لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا} أي نصيب من الثواب فيما عملوا من اعمال البر. {وَلِلنِّساءِ} أيضا {نَصِيبٌ} منه فيما عملن من البر.
33- {وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ} أولياء. ورثة عصبة.
33- {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ} يريد الذين حالفتم.
فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ من النظر والرّفد والمعونة.
34- {حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ} أي لغيب أزواجهن {بما حفظ اللّه}، أي بحفظ اللّه إياهن.
{وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ} يعني: بغض المرأة للزوج. يقال: نشزت المرأة على زوجها، ونشصت: إذا تركته ولم تطمئن عنده. وأصل النشوز: الارتفاع.
{فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا} أي لا تجنوا عليهن الذنوب.
35- {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما} أي التباعد بينهما.
36- {وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى} القرابة.
{وَالْجارِ الْجُنُبِ} الغريب. والجنابة: البعد. يقال: رجل جنب أي غريب.
{وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ}: الرفيق في السفر.
{وَابْنِ السَّبِيلِ}: الضيف.
و(المختال): ذو الخيلاء والكبر.
40 {مِثْقالَ ذَرَّةٍ} أي زنة ذرة. يقال: هذا على مثقال هذا، أي على وزن هذا، والذرة جمعها ذر، وهي أصغر النمل.
{يُضاعِفْها} أي يؤتي مثلها مرات. ولو قال: يضعّفها لكان مرة واحدة.
42- {لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ} أي كونون ترابا، فيستوون معها حتى يصيروا وهي شيئا واحدا.
{وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} هذا حين سئلوا فأنكروا فشهدت عليهم الجوارح.
43- {وَلا جُنُبًا إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ} يعني المساجد لا تقربوها وأنتم جنب، إلا مجتازين غير مقيمين ولا مطمئنين.
{الْغائِطِ} الحدث. وأصل الغائط: المطمئن من الأرض. وكانوا إذا أرادوا قضاء الحاجة أتوا غائطا من الأرض ففعلوا ذلك فيه. فكني عن الحدث بالغائط.
{فَتَيَمَّمُوا} أي تعمدوا.
{صَعِيدًا طَيِّبًا} أي ترابا نظيفا.
44- {نَصِيبًا مِنَ الْكِتابِ} أي حظا.
46- {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} كانوا يقولون للنبي صلى اللّه عليه وعلى آله: اسمع لا سمعت.
{وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ} أراد أنهم يحرفون «راعنا» من طريق المراعاة والانتظار إلى السب بالرعونة. وقد بينت هذا في «المشكل».
{وَاسْمَعْ وَانْظُرْنا} أي لو قالوا: اسمع وانظرنا. أي لو قالوا: اسمع ولم يقولوا: لا سمعت، وقالوا: انظرنا- أي انتظرنا- مكان راعنا. {لَكانَ خَيْرًا لَهُمْ}.
والعرب تقول: نظرتك وانتظرتك بمعنى واحد.
47- {نَطْمِسَ وُجُوهًا} أي نمحو ما فيها من عينين وأنف وحاجب وفم.
{فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها} أي نصيرها كأقفائهم.
51- {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا} ألم تخبر. ويكون أما ترى أما تعلم وقد بينا ذلك في كتاب «المشكل».
{بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} كل معبود من حجر أو صورة أو شيطان، فهو جبت وطاغوت.
ويقال: إنهما في هذه السورة رجلان من اليهود يقال لأحدهما: حيّ بن أخطب، وللثاني كعب بن الأشرف. وإيمانهم بهما تصديقهم لهما وطاعتهم إياهما.
وقوله: {فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ} [سورة النساء آية: 76] يعني الشيطان.
53 (النّقير) النقطة التي في ظهر النواة. يقول: لا يعطون الناس شيئا ولا مقدار تلك النقطة.
و(الفتيل) [في سورة النساء 49، 77 وسورة الإسراء 71] القشرة في بطن النواة. ويقال: هو ما فتلته بإصبعيك من وسخ اليد وعرقها.
(القطمر) [سورة فاطر آية: 13] الفوفة التي تكون فيها النواة.
ويقال: الذي بين قمع الرطبة والنواة.
54- {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} يعني بالناس: النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، على كل ما أحلّ اللّه له من النساء.
{فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} يعني داود النبي عليه السلام، وكانت له مائة امرأة، وسليمان وكانت له تسعمائة امرأة وثلاثمائة سرية.
59- {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} يعني الأمراء الذين كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يبعث بهم على الجيوش. {فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ} بأن تردوه إلى كتابه العزيز {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ} بأن تردوه إلى سنته.
{ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} أي وأحسن عاقبة.
65- {فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ} أي فيما اختلفوا فيه.
{ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ} أي شكا ولا ضيقا من قضائك. وأصل الحرج: الضيق.
66- {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ} أي فرضنا عليهم وأوجبنا.